Alqenaei

الرئيسية » المكتبة » توحيد الكلمة على كلمة التوحيد في رحاب القرآن الكريم » توحيد الكلمة على كلمة التوحيد في رحاب القرآن الكريم – الجزء العاشر

توحيد الكلمة على كلمة التوحيد في رحاب القرآن الكريم – الجزء العاشر

سورة ” الكافرون ” – ومسئولية الكفار عن آثار كفرهم: لقد وعدنا فيما تقدم أننا سنتعرض سورة ” الكافرون ” وما جاء في آياتها من تبيان لنا عن مسئولية الأجداد والآباء عن الأولاد والأحفاد والأتباع بعكس ما يعتقده اليهود ومن نحا نحوهم من أن خطيئة الآباء والأجداد تلاحق الأبناء والأحفاد إلى آخر الزمن. علماً بأن الأديان السماوية والقوانين الوضعية تقر العكس وهو مسئولية الآباء والأمهات والولاة عن تربية الأولاد والتابعين وتعليمهم العلم النافع المفيد لهم في دنياهم وأخراهم وأنهم يأثمون إذا قصروا في ذلك في حدود الاستطاعة. وأن مسئوليتهم لا تقل عن مسئولية الرسل الكرام الذين أدوا الأمانة وبلغوا الرسالة، بحق كما أنها لا تقل عن مسئولية المتفرغين للتعليم والمتفرغين لنشر دعوة الحق الذين إذا قاموا بما تعهدوا به قياماً شافياً كافياً.. فإنه يسقط الإثم عن باقي الأمة كفرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين مصداقاً لقوله سبحانه في الآية 122 من سورة التوبة: } وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ~ {   وإلا كانت مسئولية نشر دعوة الخير وتعليم الخير – عامة كفرض عين على كل مؤمن من أفراد الأمة كلها. مع أن مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبة في حدود الاستطاعة مصداقاً لقوله r: ( من رأى منكم منكراً فاستطاع أن يغيره بيده   فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ). عن أبي سعيد ” سنن ابن ماجه “.   والمعروف هو ما يقره العرف ويقبله الضمير الحي والمنكر هو ما تنكره الأذواق السليمة والفطرة المستقيمة، ويأباه الدين القويم. على أن المسئول إذا أدى ما عليه من المسئولية بحق ثم حاد السامع أو التابع فان المسؤول لا يسأل عنه يوم القيامة مصداقاً لتكرار قوله سبحانه: } وما على الرسول إلا البلاغ المبين { 54/النور، وتكرار قوله سبحانه:  }ولا تزر وازرة وزرا أخرى {   15/ الإسراء، } كل امرئ بما كسب رهين ~ {   21/ الطور   لأنه ليس على الرسول إلا البلاغ المبين وذلك لإقامة الحجة الدامغة والحكمة البالغة } ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيا عن بينة إن الله لسميع عليم { 42/ الأنفال   علماً بأن بابا الفاتيكان الراحل قد أسقط عن اليهود الحاليين مسؤولية اشتراك آبائهم في إيذاء السيد المسيح، وهذا ما يعتبر تغيراً في المسيحية لأن بنوة المسيح وصلبه قائمان على قاعدة خلود الخطيئة، وبهدم هذه القاعدة لا يوجد داع لأن يكون السيد المسيح ابناً لله أو أن يصلب. وان هدم القاعدة الأمر الذي تقره الشرائع السماوية والقوانين الوضعية يقرب كثيراً بين المسيحية و الإسلام.. ويؤيد ذلك سورة الكافرون:   بسم الله الرحمن الرحيم: سورة الكافرون –  
  • 1- قل يا أيها الكافرون
  • 2- لا أعبد ما تعبدون
  • 3- ولا أنتم عابدون ما أعبد
  • 4- ولا أنا عابد ما عبدتم
  • 5- ولا أنتم عابدون ما أعبد
  • 6- لكم دينكم ولي دين
  يقول كثير من المفسرين بأن هذه السورة منسوخة بأية الجهاد. ونقول بأن يقول عنها الرسول الله r بأنها تعدل ربع القرآن الكريم، وقد كان يقرؤها r مع سورة الإخلاص التي ورد أنها تعدل ثلث القرآن العظيم – في ركعتي سنة الفجر وفي ركعتي الشفع قبل ركعة الوتر الأخيرة ويقرؤهما في السنة الطواف وفي كثير من الصلوات الأخرى – لا تكون منسوخة بحال من الأحوال وان في تكرار قراءة الرسول r لها تنويها بفضلها وتعليما لنا لنتأسى به في قراءتها وفهم معانيها. ولعل الخطأ لدى بعض المفسرين هو في المعادلة إذ يقولون أن الآية الأولى:} قل يا أيها الكافرون ~ { هي خطاب للكافرين، وأن في قوله سبحانه في الآية الثانية } لا أعبد ما تعبدون ~ { في الحاضر يقابلها في الآية الثالثة } ولا أنتم عابدون ما أعبد ~ { وفي الحاضر أيضاًَ   } ولا أنا عابد ما عبدتم ~ { في الآية الرابعة مستقبلاً يقابلها } ولا أنتم عابدون ما أعبد { مستقبلاً. ثم تأتي الآية السادسة } لكم دينكم { يقابلها في نفس الآية } ولي دين ~ {   سورة الكافرون ، فتمت المعادلة فإذا كانت هذه المعادلة صحيحة فإن النسخ بالمعنى صحيح أيضاً. وعليه لا بد أن تكون المعادلة التي أخذ بها معظم المفسرين خاطئة، لأن هذه السورة لا يمكن أن تكون منسوخة. إليك أيها القارئ الكريم المعادلة الصحيحة بإذن الله: ( قل يا أيها الكافرون ) أي الكافرون بعبادتي في الحاضر، ( لا أعبد ما تعبدون ) أي أنا لا أعبد عبادتكم في الحاضر أيضاً، بل علي ّ ألا ّ أشرك بالله شيئاً كما أمرني ربي أن أقوله. } قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيما ً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين~ { ( ولا أنتم عابدون ما أعبد )، أعنى الذين سيبقون على كفرهم حتى الموت، يقابلها ( ولا أنا عابد ما عبدتم ) أي أنني سوف أبقى على ديني وما هداني الله إليه حتى يتوفاني الله سبحانه وهو راض عني . وقد جاء للمرة الثانية في الآية الخامسة: ولا أنتم عابدون ما أعبد. ويتبين من هذه الآية الكريمة أن كفر الكافر لا ينتهي بموته بل يتعداه إلى ما بعد الموت بمسئولية عمن كفر بسبب كفره وإضلاله لغيره من أولاد وأحفاد وتابعين ومريدين مصداقاً لقوله سبحانه: } ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ~ {   161/ الأنعام ، وآيات كتاب الله في تخاصم أهل النار كثيرة أذكر منها قوله سبحانه في الآيات 58/64 من سورة(ص): } هذا فوج مقتحم معكم لا مرحباً بهم إنهم صالوا النار~ قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار~ قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذاباً ضعفا في النار ~ وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار~ اتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار ~ إن ذلك لحق تخاصم أهل النار~ {.   وقوله جلّ شأنه مخاطباً رسوله r في الآية 6 من سورة   الكهف: } فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ~ {   وإن الرسول r تسامح مع المنافقين ليخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، لأن الكافر لا يلد على الأغلب إلا كافراً، وأن جميع الأديان متوارثة أباً عن جد.   وخلاصة ما تقدم أن الكافرين في الآية الأولى تعني الكافرين برسالة محمد rفي الحاضر، يقابلها في الآية الثانية: لا أعبد ما تعبدون، أي لا أعبد عبادتكم في الحاضر أيضاً. وجاءت في الآيتين الثالثة والرابعة: ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم مستقبلاً على أن اسر يكمن فيما جاء في قوله سبحانه للمرة الثانية في الآية الخامسة: ولا أنتم عابدون ما أعبد.   ويتبين من الآية الخامسة في صيغة اسم الفاعل بالنسبة للكافرين للمرة الثانية مسئولية الكافرين بعد الموت عن كل من كفر نتيجة لكفرهم كما تقدم. ومن ذلك يتبين أن الآيات التي جاءت بصيغة اسم الفاعل كلها تعني المستقبل، اثنتين منها متعادلتين قيل الموت، والثالثة في مسئولية الكافرين بعد الموت. وإذا لم يكن لهذه الآية مقابل بالنسبة لرسول الله r فذلك لأنه قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة وأقام حكمة الله البالغة وحجته الدامغة على أهل المعصية، وأشهد الله على ذلك وقبله سبحانه منه وأقره جل ّ جلاله عليه مصداقاً لقوله سبحانه: } وما على الرسول إلا البلاغ المبين~ {     54/ النور   وقال r في حجة الوداع: } ألا هل بلغت اللهم فاشهد ). ويتبين من الآية السادسة ( لكم دينكم ) الذي ارتضيتموه من الإثم، ثم استقرار هذا الإثم بمسئوليتكم ع أحفاد وأتباع من كفر بكفركم إلى يوم القيامة. } ولي دين ) وما ارتضيته لنفسي من هداية من رب العالمين ورسالته الخاتمة، كما أن لي مثل أجر من تبعني في حياتي.. فإن لي مثل أجر من تبع من التابعين من بعدي من أحفاد وأبتاع ومريدين إلى يوم الدين دون أن ينقص من أجره شيء، وليس على ّ من وزر من يضل منه ممن بعدي مصداقاً لقوله سبحانه :} ولا تزر وازرة وزر أخرى { 7/ الزمر   أي أن كما للداعي بدعوة الخير والدلالة على الخير مثل أجر التابع إلى يوم الدين، فإن على الداعي بدعوة الشر والدال على الشر وزر التابع إلى يوم الدين أيضاً مصداقاً لقولهr: ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله )، والعكس صحيح أيضاً، وقولهr: }.. فمن رغب عن سنتي فليس مني ).   وعليه أرجو أن أكون قد وضحت أن هذه السورة غير منسوخة وأنها بحق تعادل ربع القرآن كما جاء في الحديث الشريف.   لمحة عن اليهودية العالمية: إذا كانت اليهودية تؤمن إيماناً جازماً بأنها شعب الله المختار، والأموال الموجودة في العالم كله ملك لها، وأن العالم كله خدم وعبيد لها.. بينما هي أقل شعوب العالم عدداً ومع ذلك فإنها لا تقبل أن يدخل في دينها إلا من كان يهودي الأم على الأقل. علماً بأن غالبية شعوب العالم لا تنظر إليها نظرة ارتياح تام.. مما يفرض عليها المحافظة على سلامة أقليتها من أن تطغى عليها أكثرية عالمية ما، ومن المعلوم أنه لا يتحقق لها ذلك إلا بتفتيت الأكثريات إلى فرق كثيرة وشيع متعددة مختلفة ولا سيما عند بدء تكوينها، وذلك بأن يتطوعوا ويظهروا بمظهر الأتقياء المرشدين لتعاليم هذا الدين نافثين سمومهم على أن اليهود هم اليهود ولا يزالون كما هم مع من يقبل على الإسلام في أميركا وأوروبا. وأن اليهودية لا تتورع عن قتل نبي يدعو بدعوة عامة حتى ولو كانت تعلم علم اليقين أن ذلك النبي مرسل من ربه لآن عقيدتها قومية عنصرية خاصة ببني إسرائيل وكذلك الأمر فيما لو كان المضاد لأهدافها مندوباً عن الأمم المتحدة كلها. أو كان رئيساً لجمهورية أو رئيساً دينياً كبيرا. فإنها تبادر بقطع رأسه أولاً ثم تفكر في العواقب ثانياً. وهذا ما تتفرد به اليهودية العالمية عن ذوي العقول من الأمم والأفراد، لأن خلاصها من القوة المضادة يعتبر بالنسبة لها مسألة حياة أو موت. كما أنه من المعلوم أن اليهودية العالمية تتدخل في كل أكثرية في العالم مهما كانت بمختلف الأساليب للغرض نفسه. وقد تنسج هي أكثريات مضادة كالشيوعية والماسونية والباطنيات المختلفة.   وقد تدخلت اليهودية في الدين المسيحي من أول نشأته، وتدخلت في الدين الإسلامي كذلك وكان تدخلها أثناء نزول القرآن فقد كان القرآن يفضح هذا التدخل ويحذر من دسّ المنافقين على الإسلام والمسلمين. وإذا كانت لم تترك ولن تترك مثل هذا التدخل على الإسلام والمسلمين. وإذا كانت لم تترك ولن تترك مثل هذا التدخل في كل قوة وكل كثرة ما أمكنها ذلك، وتحتل المراكز الإقتصادية والسياسية في العالم، وكذلك الإعلامية والسياحية وغير ذلك من المراكز المهمة في الدول، ولا تتأب عن امتهان وسائل الإغراء والإثارة لغرائز الأفراد العاديين وما أكثرهم واستمالتهم وتحقيق رغبات الغالبية في دور الملاهي الماجنة بقصد هدم الأكثريات المضادة وتسخيرها لها محافظة على سيطرة أقليتها وصولاً لما ترومه من هيمنة عالمية تحفظ لها أقليتها في مراكز قوى سلبية عالمية وإيجابيات مضادة توصلها إلى احتلال بيت المقدس وما بارك الله من حوله يوماً ما.   وإذا كان في ذلك غرضها وقد وصلت إليه بعمل دائب وجهد متواصل منذ آلاف السنين، فهل يستطيع أحد أن يلقي اللوم عليها كشعب عادي لا كدين سماوي فيما حققته من نجاح لقوميتها وأهدافها بشتى الوسائل ومختلف الطرق، ومن أهمها دراسات نفسية لميول مختلف الأفراد في القمم بجميع الشعوب والأمم ؟ على أنها اليوم في قمة عالمية مرموقة، وعلو كبير في مواجهة العالم كله على مستوى مجالس الأمم المتحدة بل وعلى مستوى الدول خارجها. ثم إذا كانت اليهودية تعتقد أنها ستملك ما بين النيل والفرات، وإذا كان قد تحقق من ذلك البعض، فما الذي يمنع من تحقيق الباقي لا سمح اله ؟ وإذا كان الأمر كذلك فمن يكون عليه اللوم إذن؟   لا شك أن اللوم يقع على التجمعات العالمية وأخص منها التجمع المسيحي والتجمع الإسلامي، لأنهم قابلوا تقدم اليهود الجاد بشيء من الوهن وعدم المبالاة. وقد قيل في المثل: عاجز مجد خير من قادر كسلان، وذلك في قصة قرأناها صغاراً في التسابق بين الأرنب والسلحفاة. وإذ كانت اليهودية تستغل كل وسيلة في سبيل الوصول نحو غايتها.. وإذا كانت وسائلها رخيصة، فإنه لا مناص لها من ذلك أو الموت. على أن القرآن العظيم قد بين كل شيء، ولكنا كما عن ذلك غافلين علماً بأن مما بينه لنا سبحانه في خاتم كتبه الكريمة:

 

  أولاً: الوعد الذي يؤمن به اليهود نعم.. يعمل اليهود للوصول له بهدوء كتواصل بلا هوادة أو كلل، وبمختلف الوسائل وشتى المنعطفات. وهو كما جاء في قوله سبحانه في الآية 124من سورة البقرة: } وإذا ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمّهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ~ {   ويظهر من هذه الآية أن الله تبارك وتعالى وعد إبراهيم بالإمامة وقد طلب إبراهيم من ربه أن تكون الإمامة لذريته من بعده أيضاً، فكان الجواب من الله سبحانه أن هذه الأمامة لك وللصالح من ذريتك كعهد من الله، وأن هذا العهد لا ينال الظالمين. وإذا كان اليهود هم من بني إسرائيل الذي هو يعقوب بن اسحق بن إبراهيم.. فإن العرب هم أبناء إسماعيل بن إبراهيم إذن.. فالوعد ليس لبني إسرائيل وحدهم، بل يدخل معهم أبناء عمومتهم أبناء إسماعيل.   والمفروض أنه ببعثة خاتم النبيين يتحول الوعد إلى محمد رسول الله r والصالح من متبعيه. وفعلاً تحول الوعد زهاء ما يقرب من أربعة عشر قرناًمن البعثة، ولم يتحقق لليهود ما كانوا يحلمون به ويعملون له منذ آلاف السنين، إلا بعد ما تأخرنا عن نصر الله لنستحق النصر منه سبحانه كما نصر من قبلنا من المؤمنين العاملين للصالحات مصداقاً لقوله سبحانه: } إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم {   7/ محمد   والعكس صحيح أيضاً وإذا كانوا قد وصلوا إلى ما هم عليه الآن، فلأنهم لم يفتروا عن الجهد في مواصلة دأبهم إلى تحيق ما يرمونه ويرمون إليه، لأنهم آمنوا بالوعد أكثر من إيماننا به. ونعود ونقول: إن اليهود لم ينالوا ما نالوه بصلاح وتقوى.. بل إن ما نالوه يعتبر تقدماً بالنسبة لتأخرنا أي أن الفروق فيما بين الخلائق نسبية، بمعنى أن تأخرهم في الأول كان لحساب أجدادنا، وتقدمهم في الآخر كان على حسابنا.. وسنعود ويعود النصر لنا بإذن الله.   ثانياً : توقيت قيام دولة اليهود وكما أخبرنا سبحانه في القرآن الكريم عن الوعد.. فقد أخبرنا سبحانه عن قيام دولة إسرائيل بعد ذلة ومسكنة وتفرق لازمهم فترة طويلة، وذلك بقوله سبحانه: } ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصواًكانوا يعتدون {   112/ آل عمران   على أن الذي يتبين أن ارتباطهم بحبل من الله كان بتسمية دولتهم بدولة إسرائيل.. الذي هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كما تقدم، وهو نبي ابن نبي ابن نبي.. كما لو سمى المسلمون دولتهم باسم محمد أو إبراهيم الخليل مثلاً.   أما ارتباطهم بحبل من الناس فإنه معروف سواء كان مع أميركا كما هو مشاهد اليوم، أو مع غيرها.. ولا سيما مع الفرق الباطنية الكثيرة المنتشرة في العالم كله والتي لا يعرف الكثير منها حتى الآن التي تأمل إسرائيل أن تكون منهم نفيراً لها تستعين به يوماً ما على العلم كله. وقد يدخل في هذا النفير كل تطرف يميني وكل تطرف يساري لأن التطرفين كليهما من نسيج يهودي على الأغلب، لأن دين الله وسط، وإذا كان تأييد أميركا مثلاً اليوم، أو وجود الباطنيات الكثيرة المختلفة بيننا هو الذي أدخل فينا الوهن، فإنه لا بد لليل أن بنجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر. ولو انقطع عنهم أحد الحبلين لانتهت دولتهم. وإذا كان اسم إسرائيل ملازماً لهم كنسب.. فلا بد أن ينقطع عنهم حبل الناس لتعود إليهم ذلتهم ومسكنتهم.   ثالثاً : توقيت نهايتها بعد علوها الكبير وقد جاءت نهاية إسرائيل في خمس آيات من سورة الإسراء من 4-8 هي: } وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلون علواً كبيراً ~ فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا ~ ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ~ إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤ وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبتروا ما علوا تتبيرا ~ عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ~ {   ومن ذلك يظهر أن الله سبحانه قد تعهد ببعث عباد له أولي بأس شديد لإخراجهم من بيته الحرام الذي هو المسجد الأقصى كلما دخلوه وذلك بقوله سبحانه: } وإن عدتم عدنا {   أي أنه كلما عدتم لدخول المسجد عدنا لإخراجكم منه. وإن رجال الدين لدى اليهود يعلمون ذلك تمام العلم حيث أنه مكتوب عندهم في التوراة. ولا غرو أن يكون في القرآن الكريم جميع ما جاء في الكتب المتقدمة مصداقاً لقوله سبحانه على لسان خاتم رسله r: } قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ~ {   24/ الأنبياء وقوله سبحانه: } وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه { 48/المائدة   ويتبين مما تقدم:  
  • 1) أن السلام والتصالح مع إسرائيل لا يمكن الحصول عليه طالما أنه على جانب من الملك والمنعة مصـــداقاً لقوله سبحانه: } أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون الناس نقيرا { 53/ النساء
  • 2) إن الذي يظهر من رفض إسرائيل لمختلف عروض السلام والتصالح أنها لا تريد السلام بل تريد التوسع ما لم يجل دون ذلك قوة مرغمة.
  القوة المنتظرة: إن الله سبحانه لم يعين العباد إلا بوصفهم بأنهم أولو بأس شديد، وكل الخلق عباد لقوله سبحانه: } إن كل من في السماوات والأرض إلا ّ أتي الرحمن عبدا ~ لقد أحصاهم وعدهم عدا ~ وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ~ { 93-95/ مريم   على أن كلمة ” عباداً ” تخصص للمؤمنين الصالحين، وكلمة ” عبد ” تشمل جميع الناس مما يبشر بأن الذين سيتعاونون معنا سيكونون عباداً صالحين.   وعليه فإن القوة المنتظرة إما أن تكون من خارج   بلادنا أو أنه قد آن الأوان لأن يبعثنا الله من جديد ويوحد كلمة المسلمين على يد زعيم كصلاح الدين الأيوبي مثلاً.   وإن أملنا كبير في اتحاد العالم الإسلامي والعالم المسيحي تحت كلمة ” بسم الله الرحمن الرحيم ”   وان القرآن العظيم يقول: } لتجدن أشد الناس عداوة ً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا ّ نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ~ {   82/ المائدة   اللهم إن وعدك الحق، فوفقنا وإياهم للهداية والرعاية برحمتك، والإيمان الخالص والعمل الصالح في سبيل مرضاتك سبحانك لا إله إلا أنت ولا معبود بحق سواك، إنك لا تخلف الميعاد.   والحمد لله رب العالمين