Alqenaei

الرئيسية » المكتبة » العلم بين القديم والجديد – في رحاب القرآن الكريم » العلم بين القديم والجديد – في رحاب القرآن الكريم – الجزء الثالث

العلم بين القديم والجديد – في رحاب القرآن الكريم – الجزء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تقريظ وتقديم

من صاحب الفضيلة أبو الأعلى المودودي

 

الأخ العزيز الأستاذ الفاضل عبد العزيز العلي المطوع حفظه الله

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد،

     

فأدعو الله تعالى أن تكونوا وجميع العائلة في صحة كاملة وعافية شاملة وتوفيق مطرد ورحمة من الله واسعة. كما أدعوه أن يكتب لنا جميعاً ما فيه صلاحنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة.

حاولت أكثر من مرة أن أكتب إليكم ولكنه للأسف الشديد أني لم أتمكن من ذلك لأجل ما عانيت في الثمانية الأشهر الماضية – ولا أزال أعاني – وطأة شديدة مستمرة من الأوجاع ( أوجاع المفاصل ) لم تتركني أستريح لا في النوم ولا في اليقظة. وتصوروا لو كانت الأوجاع غير منقطعة ليلاً أو نهاراً ويدوم هذا الوضع إلى ثمانية أشهر فماذا يكون من أمر المريض الذي يعانيه وبلغ من عمره خمسة وسبعون عاماً؟! وللسبب نفسه لم أتمكن من الكتابة إليكم على رغم شوقي إليكم وتذكري لكم في جميع الأوقات.

 

أخي الكريم سبق أن زاركم في لندن أخي السيد/خليل أحمد الحامدي سكرتيري الخاص. وجلس عندكم ثلاثة أيام ورجع إلى باكستان وهو على قدر عظيم من الإعجاب بكم وبعلمكم ودراستكم القرآنية. وهو قرأ عليكم تأليفكم الوقيع (في رحاب القرآن الكريم) الذي يتضمن آراء جديدة حول شخصية (ذو القرنين) ورحلاته شرقاً وغرباً، وموقع “عين حمئة”، وشخصية الخضر عليه السلام الذي تبعه سيدنا موسى عليه السلام في رحلته العلمية، وحقيقة مجمع البحرين، أي البحر الهوائي والبحر المائي. ونظراً لأهمية النقاط التي أثرتموها في هذا الباب تصفحت الكتاب، واطلعت على آرائكم الجديدة ومما لا يرقى إليه شك أن نظرتكم في القرآن تتمتع العمق والوجاهة. وكل سطر في الكتاب يدلل على مدى حبكم للكتاب الإلهي ومدى سباحتكم في بحره الذي لا نهاية له. أما الآراء التي سودتموها في كتابكم سوف أدرسها دراسة جديدة عند تحسن الصحة وعودة بعض النشاط إن شاء الله. ولكن انطباعاتي البدائية عن آرائكم هي أنها تقوم على نظرة عميقة ودراسة موضوعية. ولها قيمة علمية عظيمة تستحق العناية والاهتمام من قبل أهل العلم والرأي في الإسلام. وقد كلفت الأخ خليل أحمد الحامدي أن يقوم بترجمة هذا الكتاب إلى الأردية لكي يعم نفعه ويستفيد منه أهل العلم في باكستان والهند، ويجد مكانته اللائقة به في الأوساط العلمية. ولا يسعني إلا الدعاء لكم أن يجزيكم الله تعالى خير الجزاء وأحسنه، وجعل أعمالكم وأعمالنا جميعاً خالصة لوجهه الكريم.

 

وقد نقل إلي الأخ خليل الحامدي تاريخ علاقتكم بما كنت أكتب في مجلتي (ترجمان القرآن) الشهرية وبما كنت أدعو إليه المسلمين في شبه القارة الهندية في الأربعينات. ومما يدعو إلى السرور والارتياح أنكم كنتم تقومون في تلك الأيام بترجمة مقالاتي وكلماتي إلى العربية وتنشرونها في مجلة الشرق العصرية والمجلات العربية الأخرى وهكذا صرتم أول حلقة الاتصال بين دعوة الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية وبين دعوة الإخوان المسلمين في البلاد العربية. هذا أمر يستحق من قبل الرعيل الأول من كلتا الجماعتين كل التقدير والامتنان والشكر والله يتولاكم.

 

وأخيراً قد علمت من السيد/خورشيد أحمد المدير العام للمؤسسة الإسلامية في لانشستر(إنجلترا) ما تفضلتم من دعم تلك المؤسسة والجمعيات الإسلامية الأخرى في إنجلترا. وهذه مواقف جليلة ولا يستطيع أحد أن يقفها إلا إذا من الله سبحانه وتعالى عليه بالتوفيق والعناية. وإني أرجو الاستمرار في دعم تلك المؤسسات حتى تواصل نشاطها وتكمل مشاريعها وتستطيع نشر الإسلام في ديار الكفر والآثام.

 

وعلى هذا النحو، أرجو منكم والأخ خليل أحمد الحامدي يحضركم أن تجددوا هذا الدعم لأن أخوتكم في باكستان يبذلون قصارى جهدهم بتوفيق من الله نشر الدعوة الإسلامية وإعداد مجتمع إسلامي لا يسوده إلا الإسلام. كما هم يتولون تسيير عدة مشاريع إسلامية كالمعاهد الإسلامية التي تدرس العلوم الإسلامية، ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم، ومعاهد الرعاية الاجتماعية، والمستوصفات لتوزيع العلاج على الفقراء مجاناً، وإصدار الكنب الإسلامية وتوزيعها بين الشباب وغيرهم، وإعانة المنكوبين بالفيضانات والكوارث الأخرى. وكل تلك المشاريع الجبارة تحتاج إلى دعم واسع ومعونة كبيرة. ولا نستطيع توفير هذا الدعم من باكستان إذ أن باكستان تعاني أزمة اقتصادية وانهياراً مادياً رهناً ندعو الله تعالى أن ينقذها منه في المستقبل القريب. ولنا في أمثالكم ثقة عظيمة وآمال كبيرة في مواصلة دعم النشاطات الإسلامية.

 

وأخيراً، يا أخي الحبيب إليكم من هذا العاجز أعطر عبارات الشكر والامتنان وأزكى التحيات والاحترام، وأرجو منكم الدعاء لما فيه مرضاة الله. إذ أن دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجاب.

 

أخوكم في الله    

أبو الأعلى المودودي