فيصل الصالح المطوع
من كتاب “شخصيات كويتية” للسيد عادل محمد العبدالمغني
-1999م-
بينما كنت اتصفح مجلة (البعثة) التي كان يشارك بتحريرها الطلبة الكويتييون الدارسون بمصر منذ بداية الخمسينات وقع نظري على بطاقة تهنئة موجهة للطالب فيصل الصالح المطوع بمناسبة حصوله على الشهادة الجامعية (تخصص تاريخ) عام 1954، وتوقفت عندها كثيراً في استرجاع ذاكرتي وتذكر السيرة العطرة التي تحلى بها السفير فيصل الصالح المطوع، لكونه احد اساتذتي بالعمل الدبلوماسي، ويعلم سفيرنا القدير رغم المناصب القيادية التي تبوأها خلال عمله بوزارة الخارجية.. فلم التجئ اليه في يوم من الايام لطلب خدمة شخصية أو مساعدة انما علاقتي وزياراتي له تقديرا لشخصه الكريم ولاخلاقياته وطيبته وبساطته التي تحلى بها، فكان الواجب ان أوفي الرجل حقه والتوقف عند محطات عمله الوظيفي الذي استمر اربعين عاما أداها بأمانة وتفان واخلاص منقطع النظير حتى تقاعد عن العمل بتاريخ 10 مايو من عام 1993.
أنهى تعليمه في مدارس الكويت وواصل دراسته في المدرسة المباركية في بدايات الاربعينيات ثم سافر لمصر عام 1945 لدراسة الثانوية العامة وبعدها واصل تعليمه العالي فحصل على شهادة ليسانس أداب قسم التاريخ من جامعة القاهرة عام 1954. والتحق (بدائرة المعارف) بذلك الوقت وتم تعيينه مراقبا لشؤون البعثات الكويتية بتاريخ 5 سبتمبر من عام 1954. وله في تلك السنوات ذكريات عندما أوفده الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله الى دول الخليج الشقيقة ضمن لجنة كويتية لدراسة احتياجات دول الخليج العربي لفتح مدارس لتعليم أبناء الخليج على نفقة حكومة الكويت.
أوفد في عام 1956 الى انكلترا لدارسة نظم التربية العملية والنظرية من جامعة لندن وبعد عودته للكويت رقي بتاريخ 27 مارس من عام 1962 وكيلا مساعدا لوزارة التربية، ثم أصبح وكيلا بتاريخ 5 مارس من عام 1963.
تم نقل خدماته لوزارة الخارجية في السنتين الاوليين لانشائها نظرا لحاجتها الى الكفاءات الكويتية المؤهلة وتم تعيينه بدرجة سفير بتاريخ 17 مايو من عام 1965. بتاريخ 15 يونيو من عام 1965، اصبح سفيرا لدولة الكويت لدى الجزائر واستمر بعمله الدؤوب حتى تاريخ 18 مايو من عام 1967، ثم اصبح سفيرا لدولة الكويت لدى الاتحاد السوفيتي بتاريخ 28 مايو من عام 1967 وفي الوقت نفسه كان سفيرا محالا لدى هنغاريا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا ورومانيا.
بتاريخ 1 اكتوبر من عام 1969 اصبح سفيرا لدولة الكويت لدى الجمهورية الفرنسية وفي الوقت نفسه ايضا سفيرا محالا لدى بلجيكا والفاتيكان واستمر حتى تاريخ 13 ابريل من عام 1975، وبناء على رغبته في العودة الى الوطن تم تعيينه مديرا لادارة المراسم في عام 1975 واستمر حتى عام 1979 ثم اصبح مديرا للادارة الاقتصادية بتاريخ 1 فبرايـر من 1979 وحتى تاريخ 1 مارس من عام 1988 وكان للادارة الاقتصادية خلال توليه دور بارز ومرموق في المشاركة والاعداد للنشاطات والمؤتمرات الاقتصادية بداخل الكويت وخارجها.
عند التنظيم الاداري الجديد الذي استحدثته وزارة الخارجية بما يتفق مع التقسيم الجغرافي للدول، تم تعيينه بتاريخ 14 مارس من عام 1988 مديرا لادارة اوروبا الى ان طلب التقاعد عن العمل بتاريخ 10 مايو من عام 1993.
نظرا لدور السفير فيصل الصالح المطوع ونشاطه بتقوية علاقة الكويت مع دول العالم المختلفة حاز على مجموعة من النياشين والأوسمة من فرنسا، الفاتيكان، مصر، رومانيا، فنزويلا، اندونيسيا، المملكة العربية السعودية وغيرها.
ومن خلال التواريخ والنشاطات الحافلة بالعطاء الجاد لمدة شارفت على الاربعين عاما، فإن شخصية سعادة السفير فيصل الصالح المطوع من الشخصيات المميزة في وزارة الخارجية، لما تحلى به من اخلاص في العمل ونزاهة وأمانة وسيظل صداه الطيب الرصيد الوحيد الذي استثمره خلال خدمته الطويلة.