Alqenaei

الرئيسية » شخصيات » الشيخ العلامة يوسف بن عيسى القناعي

الشيخ العلامة يوسف بن عيسى القناعي

الشيخ يوسف بن عيسى القناعي

قطب الحركة العلمية والفكرية وقاضي القضاة ومصلح الكويت الفذ

المصدر: (جريدة الوطن – صناع التاريخ – إعداد فارس عبدالرحمن الفارس وطلعت الغرياني)

21-10-2007

اختلف المؤرخون قديما حول قضية التاريخ.. قال بعضهم ان التاريخ يصنع العظماء.. وقال آخرون بل العظماء يصنعون التاريخ وقال فريق ثالث ان التاريخ ليس الا ظل الرجال العظماء.

وسواء اتفقنا او اختلفنا فاننا أمام عظيم من هؤلاء العظماء، عالم جليل يعجز القلم عن تسطير فضائله واحسانه، صاحب علم عزيز وأدب وفير ورأي معتدل وقلم رشيد.. في منطقه قوة ساحقة وفي فمه فصاحة وافقة.. كان – رحمه الله – مضرب الامثال في التواضع والحكمة والقدوة الحسنة من الاخلاق الرفيعة.. كان متواضعا عن رفعة وزاهدا عن قدوة ومنصفا عن قوة فجمع بين الايمان الكامل والتقوي الدائمة المتواصلة.. كان ذا عزيمة صادقة وقلب نقي طاهر.. كان ديوانه مقرا لكافة طلاب العلم ورواد الادب العربي.. ارتبط مع الشيخ سالم المبارك الصباح بصداقة وطيدة وحميمة لتوافقهما معا في الفكر الديني فكانا يلتقيان بصورة مستمرة.

ان امثال هذا العالم الجليل يشكلون باخلاقهم الرفيعة وعلومهم الفياضة وفكره المستنير قناديل معرفة تضيء الطريق للاجيال تلو الاجيال الى ان يرث الله الارض ومن عليها.

فمن هو الرجل الذي احب الكويت ووجد نفسه جزءا منها وجمع من الثروة علما جماً وتخرج على يديه الكثير من العلماء الافاضل؟

هو الشيخ الجليل يوسف بن عيسى بن محمد بن حسين بن سلمان بن علي بن محمد بن سري القناعي، السهلي نسباً، النجدي منبتاً، الكويتي مولداً، وقاضياً في عام 1350هـ. فهو من قبيلة السهول العدنانية فرع الزقاعين (نقلاً عن وثيقة نسب عمرها 97 عاماً هجرية مصدقة من قاضي منطقة الوشم بتاريخ 1323هـ=1905م موجودة في قسم وثائق الخليج والجزيرة العربية بمركز المخطوطات.) القاطنين في بلدة القصب (بلدة القصب احدى قرى منطقة الوشم في اقليم نجد التي سكنها القناعات سابقاً وتقع شرق مدينة شقراء بحوالي 35 كم ومدينة القصب بقعة من الأرض تجاور أحد الأودية المنحدرة من جبال طويق في الشمال الشرقي منها.) النجدية، فتفرقت أسرة القناعات من القصب في ملحقات نجد وقراها فكانت وجهة كبرائهم الى الزبارة في قطر ومنها رحل جزء منهم الى البحرين والجزء الآخر رافق العتوب في هجرتهم الى الكويت عام 1113هـ.

ولد في حي الوسط فريج القناعات عام 1296هـ=1878م، درس في مدارس الكُتَّاب آنذاك على يد علماء بلدته والبلدان المجاورة لها كنجد والزبير والبصرة والاحساء، سافر الى الاحساء لطلب العلم عام 1320هـ=1902م ثم الى البصرة عام 1322هـ=1904م ثم عاد الى الكويت وتلقى علومه الشرعية الأولى بها حيث درس النحو واللغة والفقه والحديث وصار له اهتمام كبير بكتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم ونجد ذلك واضحاً في كتابه (الملتقطات) بعد ذلك وغيره من كتبه. وكما درس على شيوخ ومعلمين داخل الكويت، درس كذلك على يد شيوخ ومعلمين من خارجها كالاحساء ومكة المكرمة، وافتتح له مدرسة أهلية خاصة به عام 1325هـ=1907م وأسس التعليم النظامي في مدرسة المباركية عام 1331هـ=1912م وتوفي والده وهو في الخامسة عشرة من عمره فتأثرت نفسيته وحزن حزنا عميقا ولكن الله عوضه وخفف عنه فقد كان لوالده علاقة قوية وحميمة بحاكم الكويت آنذاك الشيخ محمد الصباح الذي اولاه من الرعاية والعطف ما خفف عنه بعض مصابه.

وفي عام 1341هـ=1922م أراد ادخال اللغة الأجنبية الى المدارس فعارضه كثير من الكويتيين وحالت تلك المعارضة دون تأسيس المدرسة الأحمدية فسافر الى البصرة ثم بغداد للاطلاع على سير المدارس هناك عام 1342هـ=1923م.

ولما توفي القاضي الشيخ عبدالله بن ملا خلف الدحيان طلب الحاكم الشيخ أحمد الجابر الصباح من الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، أن يتولى سدّة القضاء وذلك لمكانته العلمية والاجتماعية، فأبى أوّل الأمر ثم وافق مشترطاً أن يكون مساعداً لا أصلياً حتى يجدوا من يحل مكانه، فتولاه في عام 1350هـ=1931م، ومن أوائل أعماله الجليلة عندما تولى القضاء اقتراحه على الحاكم الشيخ أحمد الجابر الصباح بأن يجعل للقضاء دائرة مستقلة وينصب لها رئيس دائم، فوافق الحاكم على هذا الاقتراح على الفور واختار له الشيخ عبدالله الجابر الصباح في العام نفسه.

 

* أولاً في الكويت:

– الشيخ أحمد محمد محمود القطان.

– الشيخ دخيل الجسار (درس على يده علوم القرآن وحفظه).

– الشيخ عبدالله بن خالد العدساني (درس على يده فقه الشافعية).

– الشيخ عبدالله خلف الدحيان (درس على يده متن الاجرومية والفقه الحنبلي).

– عبدالمحسن عبدالله عبدالمحسن البحر (امام مسجد البحر الأول مقابل قصر السيف).

– الشيخ عبدالوهاب السيد يوسف الحنيان.

– عبدالوهاب سيد يوسف الرفاعي (تعلم على يده علم الحساب والخط).

* ثانياً في الكويت: (أ) مكة المكرمة:

– الشيخ سعيد اليماني (قرأ عليه شرحي الروضة وجمع الجوامع للسيوطي).

– الشيخ عبدالله السناري (درس عليه علم التجويد).

– الشيخ عبدالكريم الداغستاني (قرأ عليه جمع الجوامع وتفسير البيضاوي).

– الشيخ عمر باجنيد (قرأ عليه شرح المنهاج).

– الشيخ يوسف الافغاني (درس عليه البلاغة وشرح السيوطي على المنهاج).

* تتلمذ الشيخ يوسف على يد مشايخ آخرين في غير مكة المكرمة وهم:

– الشيخ أحمد نور الفارسي (تلقى عليه شرح المراح).

– الشيخ عبدالعزيز الناصري (تلقى عليه فقه الشافعية في البصرة).

– الشيخ عبدالعزيز النكرتي.

– الشيخ علي الحمداني (قرأ عليه الجوهر المكنون في البصرة).

– الشيخ مصطفى الحافظ.

وفي الاحساء على يد الشيخ عبدالرحمن بن صالح آل عبدالقادر وغيرهم كثير.

تلامذة الشيخ:

* تتلمذ على يد الشيخ كثير من رجالات الكويت منهم:

– الملا أحمد ابراهيم علي الابراهيم.

– الملا سالم علي الحسينان.

– المطوعة سليمة عبدالله فرج القناعي.

– سيد هاشم سيد أحمد العقيل.

– عبدالرحمن محمد الدوسري (من تلاميذه في المدرسة المباركية).

– عبدالرزاق محمود سيد رزوقي.

– عبدالملك الصالح المحمد المبيض (شاركه بافتتاح مدرسة أهلية عام 1335هـ=1916م).

– الشيخ محمد أحمد حسين الفارسي.

– العلامة الشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس.

– الشيخ محمد سليمان الجراح (فقيه الكويت الحنبلي).

– الشيخ محمد محمد صالح التركيت (أمين المكتبة الأهلية ثم مكتبة المعارف).

دعائم الخير:

لقد تأثر الشيخ يوسف (هو كبير عائلة القناعات وزعيمهم الذي يصدرون عن رأيه في شؤونهم وهو مدير كل حركة اصلاحية في وطنه ورافع رايتها بكل صدق واخلاص فلا يوجد مشروع في وطنه قائم على دعائم البر والخير الا وله يد سباقه، ولا طريق من طرق الاحسان الا وله فيه أثر ببذل من وافر ماله مثلما يبذل من راحته ووقته وكانت نوافحه في كل ذلك تفوق نوافح سواه من أبناء جلدته وما كان بأكثرهم مالاً ولا بأوسعهم ثروة انما هو الشعور بالواجب، يقول عن نفسه: “نشأت في الكويت كما نشأ غيري من أبنائها في محيط عم الجمود واستحكمت فيه البدع والخرافات التي سترت الحق وقلبت الحقائق وكان لمؤلفات الامامين الجليلين شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومجلة المنار الغراء أكثر أثر في انارة السبيل أمامي واماطة الستار الذي أبصرت من خلفه الحق واضحاً فتغيرت بعده كل ما ألفته مما لا يتفق مع الدين في شيء” كان للشيخ يوسف مشاركة جيدة في كثير من الفنون كالنحو والصرف والحديث والتفسير وقد تخرج على يده في بعض هذه العلوم جملة من شباب الكويت وقد قرأ عليه في النحو حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح وابنه الشيخ عبدالله السالم الصباح وكان اماماً في الفقه ويعد من رجاله الذين يعتمد عليهم.) القناعي تأثر كبيراً بعلوم شيخ الاسلام ابن تيمية (يرحمه الله)، حاله كحال من تأثر به من قبل مثل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء نجد والجزيرة العربية قاطبة.

وكانت له ولصاحبيه الشيخ أحمد بن خميس الخلف (القاضي الثامن عشر فيما بعد) وأحمد محمد الحميضي، المساعي الحميدة في اصلاح الأوضاع وذات البين بين الآباء والأبناء في أحداث المجلس التشريعي عام 1938.

حادثة الخباز:

ودام الشيخ بالقضاء الشرعي في محاكم الكويت لمدة سنة ونصف من عام 1350هـ=1931م إلى 1351هـ=1932م حتى حادثة الخباز (بموجب أمر الحاكم لم يكن يسمح لأي مواطن تأجير دكان يملكه لاستغلاله كمخبز الا بعد الحصول على اذن من حاكم الكويت لكي يشتري منه باحتكار ذلك. وحدث أن تقدم ايراني من المقيمين في الكويت بطلب من الشيخ يوسف أن يسمح له بتأجير منزل له للسكن فيه، فوافق الشيخ يوسف القناعي، ولكن قام المؤجر في اليوم نفسه بصنع الخبز وبيعه دون علم الشيخ يوسف، فعندما وصل الخبر الى حاكم الكويت الشيخ أحمد أمر باغلاق المنزل المؤجر فاشتكى المؤجر الى الشيخ يوسف الذي قابل الشيخ الحاكم وقال له: “كيف يمكن الأمر باغلاق مسكن قاض سيكون من حق الناس الظن بأنه أدين لمخالفته القانون”، عندئذ أصدر الشيخ أحمد الجابر أمراً باعادة فتح المنزل. الا أن القناعي اشترط على أن يقدم استقالته من القضاء.) فترك الشيخ يوسف القضاء لسنوات انصرف خلالها لأعماله التجارية.

التوافق في الفكر:

وكان ديوان شيخنا الجليل – رحمه الله – مفتوحا دائما لكافة طلاب العلم ورواد الادب العربي وكان يزور مجلسه الشيخ سالم المبارك الصباح الذي ارتبط بصداقة قوية لتوافقهما في الفكر الديني حيث كان الشيخ يوسف القناعي معتدلا في ارائه فليس بالجامد الذي يعتزل كل جديد ولا بالمجدد المتطرف الذي يعادي القديم فجمع من الثقافتين الدينية والعصرية اطيبهما واخذ فقه القديم والحديث ولهذا كان مجلسه مجمع المعتدلين من الفريقين.ووهب شيخنا حياته لخدمة وطنه الام «الكويت» وكان يشعر بواجبه ومسؤوليته نحو الجميع فبذل وافر ماله في طرق الاصلاح مثلما بذل من وقته وراحته وقد فعل ما فعله من احسان واصلاح ابتغاء وجه الله تعالى ورفعة وطنه.

الجانب السياسي:

كان لشيخنا الجليل دور في الحياة السياسية في الكويت وذلك بتعاطفه وتأييده للمطالبة بالشورى عن طريق قيام مجلس الشورى الأول (1921م) والمجلس التشريعي (1938م) اضافة الى دوره في أعمال المجلس البلدي في الثلاثينيات من القرن العشرين.

ويعتبر شيخنا اول من طرح فكرة إنشاء بلدية الكويت التي تأسست في عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر عام (1930م) وعين بها عضوا متطوعا وكان له الفضل في تأسيس المكتبة الأهلية في عام (1341هـ) وانتخب عضوا في المجلس البلدي (1932م) وتم اختياره عضوا في مجلس المعارف (1936م) وعقد في داره أول مجلس للمعارف كما انتخب مديرا فخريا للادارة.. ونظرا لما يتمتع به شيخنا الجليل من حكمة وحنكة فقد عين في اول مجلس شورى عام (1921م) كما انتخب في مجلس شورى (1938م) وشغل منصب نائب رئيس المجلس وكان عضوا في أول مجلس للأوقاف سنة (1949م).

وكان شيخنا الجليل – رحمه الله – مهتما بالأوضاع العامة المحيطة بالكويت فهو يخاطب صديقه حول الصراع الانجليزي العثماني في جنوب العراق وأوضاع (عربستان) اثناء الحرب العالمية الأولى مما يدل على متابعته واطلاعه على مجريات الأحداث المحلية والاقليمية ايضا حتى وان بدت طبيعية وعادية ومحدودة وقد ذكرت وقائعها بالتفصيل في وثائق رسمية فان ذكرها انذاك حتى بصورة عامة وسط أمية وتخلف وثقافة محدودة بالنخبة له أهميته تسجل لذلك الرجل المتعدد المواهب والاسهامات التنويرية في مجتمعه في فترة تاريخية مهمة كانت تتحرك فيها ارهاصات التحديث الذي ستهب رياحه على المنطقة فيما بعد. وقد عاش شيخنا – رحمه الله – بداية العصر النفطي وأثاره ورأى ثمرة جهود رواد النهضة في الكويت.

العقلانية في التفكير:

كان شيخنا الجليل – رحمه الله – يتمتع بطريقة التفكير العقلانية وتميز بها ويعود السبب في ذلك الى كونها تنطلق من أساس ديني يحتوي على الكثير من المسلمات التي تشكل اساسا لا يمكن التشكيك فيه لكن كان فهمه وتفسيره للدين يعتمد على العقل بمعنى ان طريقة تناوله للقضايا الدينية وفهم الدين تقوم على اسس عقلية تتماشى مع المتغيرات التاريخية التي حدثت. في المقابل كان له موقف من التزمت وعدم استخدام العقل وقد اورد ذلك شعرا في غير موضع من كتابه «المقتطفات» فقال:

لأن العقل أصل النقل مهما   تأوله ونكبه رجوعا

يخالف أصله سقطا جميعا   اذا ما النقل خالف حكم عقل

ويشكل هذا البيتان الارضية التي كان يستند إليها الشيخ يوسف في تفكيره والتي تقتضي إعمال العقل في الظواهر والقضايا الفكرية والاجتماعية.

التحاور مع الآخرين

تتضح سماحة شيخنا الجليل – رحمه الله – في تعامله ونظرته للاخر او الاخرين مهما كانت درجة الاختلاف سواء في الطائفة او العقيدة وهذا يعكس الجوانب العقلية في تفكيره التي تنبذ التعصب والتطرف واقصاء الاخر وتدعو الى التسامح والتحاور مع الآخرين.

من جانب اخر كان الشيخ يوسف ناقدا للافكار الخرافية والخيالية التي كان يتداولها العامة في المجتمع الكويتي اذا كانت الخرافة تسيطر على عقول العامة فافرزت ثقافة دارجة مليئة بالقصص الخيالية او المبالغات التي لا يصدقها العقل المتعلم او من يملك ادنى حدود التفكير الواقعي.

عالم المرأة:

امتدت حركة الشيخ الاصلاحية لتشمل المرأة فكان صاحب نظرات دقيقة في تعليم تربية البنات، وكانت اراؤه حول المرأة ترجمة واقعية ورؤى حقيقية نابعة من فهم عميق واقتناع حقيقي وايمان اكيد باهمية تأهيل المرأة لممارسة دورها الايجابي والفاعل في الاسرة والمجتمع معا فكان يرى ان تعليم المرأة ضرورة حضارية وحاجة ماسة تتطلبها موجبات النهوض الحضاري والرقي المجتمعي والانطلاق العصري للمجتمع الكويتي، وقد اعتمد شيخنا في بلورة افكاره وارائه في موضوع المرأة على مصادر متنوعة اهمها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وانتفع من التيارات الفكرية التي ظهرت في تلك الفترة.

كما أن مواقف الشيخ إزاء المرأة نابعة من إيمانه الشديد بأن العدالة الاجتماعية قلب ولب الرسالة الاسلامية التي جاءت بكل تشريعاته العظيمة وان كافة توجيهاته الكريمة كانت لإنصاف الضعيف ونصرة المظلوم ونشر العدل.

كما تميز شيخنا الجليل برؤية مستنيرة في قضية تحرير المرأة ساهمت في ترسيخ الاصول الاجتماعية للتربية لانهاض وتأهيل المرأة حيث طالب بتعليمها وتمكينها كي تمارس دورها التنموي القيادي في الاسرة والمجتمع ورفض بشدة اعتبار النساء من سقط المتاع كما كان يعتقد كثير من الناس في تلك الفترة فكتب عن الدور العظيم الذي قامت به المرأة قديماً في بناء واستمرار الاسرة الكويتية، كما كتب ايضاً عن اسباب تدهور مكانة المرأة في المجتمع الكويتي وتوصل الى ان تفوق الرجل على المرأة علمياً يعود الى كثرة اسفار الرجال ومخالطة الاجانب – انتشار الجرائد والمجلات الدينية والادبية والسياسية – فتح المدرسة المباركية للبنين وتأخر فتح مدرسة للبنات.

لقد ترك شيخنا – رحمه الله – فكراً ناضجاً في مسألة المرأة فهو عالم بصير سبق بفكره عصره، لقد اختار عيون الشعر لدعم مواقفه وعناوينه الجريئة في كتبه تدل على شجاعة أدبية فقد ركزت المفردات الفكرية والمرتكزات الاجتماعية في فكره على تفعيل دور المرأة ورفع الظلم عنها.

قالوا عنه:

شهد لشيخنا الجليل – رحمه الله – أصحاب الرأي والشورى والفكر في البلد بحكمته وعلمه وثقافته ووطنيته.. وقد قال فيه الشيخ عبدالعزيز الرشيد: “هذا الاستاذ الفاضل هو احد اقطاب الحركة العلمية والفكرية في وطنه واحد العاملين في كثير من المشاريع الخيرية بل هو في الحقيقة مصلح الكويت الفذ”.

وقال بدر الخالد: “ان جلسات الشيخ يوسف كانت بمثابة ندوات علمية تعطى فيها دروس في الفقه والحديث والشعر والادب والنحو كما كانت تدور فيها احاديث في شتى الموضوعات والقضايا التاريخية والادبية والسياسية”.

وقال عبدالرزاق البصير: “كنا نذهب الى مجلس الشيخ يوسف في اواخر الثلاثينات (1939) لنستمع الى دروس من الشيخ يوسف حيث يقوم احد طلاب العلم بالقراءة من صحيح البخاري وبعض الكتب التاريخية مثل فجر الاسلام وضحى الاسلام ثم تبدأ المناقشة”.

وقال محمد محمد صالح: “كنت وبعض الشباب نقصد مجلس الشيخ كل صباح لتلقي الدروس عند الشيخ يوسف الذي كانت له طريقة مثلى في التدريس فكان يقرأ علينا المراجع المعروفة مثل الفية ابن مالك وبعض كتب الفقة واللغة”.

وقال عبدالسلام شعيب: “كانت ديوانية الشيخ تمتلئ بالشباب والكبار وكانت الاحاديث تتناول كل الموضوعات التجارية والسياسية والدينية والادبية ان هذه الديوانية كانت المحل الوحيد الذي نحصل فيه على الجرائد اليومية والمجلات الشهرية والاسبوعية والكتب الدينية والادبية”.

وفاته:

رحم الله شيخنا العلامة يوسف بن عيسى القناعي فقد لبى نداء السماء عام 1393هـ=1973م عن عمر يقارب الخامسة والتسعين قضاها في الكفاح والعمل والاصلاح في شتى الميادين، تغمده الله بواسع رحمته وادخله فسيح جناته.